سلة التسوق
سلة التسوق الخاصة بك فارغة!
61864
عندما تلتفِتُ إلى الخلف وسط العاصفة وأنت على الطريق في عمق الصحراء، لن تجد أثرًا لأقدامك على الرمال، لكنها باقية في ذاكرتك.
مهما بدت لك صورة الأشياء في مخيلتك، قبل ولوجك الصحراء واكتساء وجهك بقناع رمال الغربة، واتساع خيالك لِطَيف التمنيات التي تُخرجك من سعير ما أنت هارب منه، لن تجد في النهاية سوى أن ما اعتقدتَه أحلامًا لم يعد سوى أوهام، لأنك عندما تلتفِتُ إلى الخلف لن تجد على الطريق في الغربة أثرًا لأقدامك.
وحده (الحب الحي) يكون غيمةً حالبةً تظلِّلُ رأسك في هجير صحراء الغربة.
كلما أوهمتَ نفسك بأن الغد في الغربة بديل للأمس في جحيم الوطن، تجد نفسك أضحوكةً للحاضر النابذ لك، الذي تتنكر له في لحظات ثمالتك!
تلاحقك وأنت في شيخوختك آثار أقدام طفولتك على الطين الحر في الوطن، وعينا أمك الدامعتان عند افتراقك عنها، وخشونة كفَّيْ أبيك المعروقتين وهو يحيط بوجهك اليائس مودِّعًا إيّاك.
مهما لَبِسْتَ ثيابًا فاخرةً، واستوطنتَ مساكنَ باذخةً، وتجرعتَ من كؤوس مُسكرة، لا بد من أن تغمر ذاكرة غربتك المصطخبة بالأزمنة العسيرة والأوقات اليسيرة والنتاجات الإبداعية المثيرة سحابةٌ بيضاءُ زاحفةٌ من ماضيك إلى فضاء حاضر غربتك، وأعينك عالقة بها عَلّها تسكب مطرًا مدرارًا يغسل وجهك من قناع الغربة الرملي!
سلة التسوق الخاصة بك فارغة!